" إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى " أي تصيبك الشمس بحرها.
فضمن له, استمرار الطعام والشراب, والكسوة, والماء, وعدم التعب والنصب.
ولكنه نهاه عن أمر شجرة معينة فقال: " وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " .
فلم يزل الشيطان يوسوس لهما, ويزين أمر الشجرة ويقول: " هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ " أي: التي من أكل منها خلد في الجنة.
" وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى " أي: لا ينقطع, إذا أكلت منها.
فأتاه بصورة ناصح, وتلطف له في الكلام, فاغتر به آدم, فأكلا من الشجرة فسقط في أيديهما, وسقطت كسوتهما, واتضحت معصيتهما, وبدا لكل منهما سوأة الآخر, بعد أن كانا مستورين.
وجعلا يخصفان على أنفسهما من ورق أشجار الجنة, ليستترا بذلك, وأصابهما من الخجل, ما الله به عليم.